كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



وكان يتوقد ذكاء وكان بحر معارف وكنز فضائل لم يكن له في زمانه نظير على بدعته وعلق كتاب(الفنون) وهو أزيد من أربع مائة مجلد حشد فيه كل ما كان يجري له مع الفضلاء والتلامذة وما يسنح له من الدقائق والغوامض وما يسمعه من العجائب والحوادث (1) .
__________
= كإضافة البيت والناقة وهذا قول نفاة الصفات من الجهمية والمعتزلة ومن وافقهم حتى ابن عقيل وابن الجوزي وأمثالهما إذا مالوا إلى قول المعتزلة سلكوا هذا المسلك وقالوا: هذه آيات الإضافات لا آيات الصفات كما ذكر ذلك ابن عقيل في كتابه المسمى " نفي التشبيه وإثبات التنزيه " وذكره ابن الجوزي في " منهاج الوصول " وغيره وهذا قول بن حزم وأمثاله ممن وافقوا الجهمية على نفي الصفات وإن كانوا من المنتسبين إلى الحديث والسنة.
وقال الحافظ ابن رجب في " ذيل الطبقات ": 1 / 144: إن أصحابنا كانوا ينقمون على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد وابن التبان شيخي المعتزلة وكان يقرأ عليهما في السر علم الكلام ويظهر منه في بعض الأحيان نوع انحراف عن السنة وتأول لبعض الصفات ولم يزل فيه بعض ذلك إلى أن مات رحمه الله.
وقال الحافظ ابن كثير في " البداية ": 12 / 184: وكان يجتمع بجميع العلماء من كل مذهب فربما لامه أصحابه فلا يلوي عليهم فلهذا برز على أقرانه وساد أهل زمانه
في فنون كثيرة مع صيانة وديانة وحسن صورة وكثرة اشتغال.
وقال الحافظ ابن حجر في " اللسان ": 4 / 243: وهذا الرجل من كبار الأئمة نعم كان معتزليا ثم أشهد على نفسه أنه تاب عن ذلك وصحت توبته ثم صنف في الرد عليهم وقد أثنى عليه أهل عصره ومن بعدهم وأطراه ابن الجوزي وعول على كلامه في أكثر تصانيفه.
(1) قال الحافظ ابن رجب: وأكبر تصانيفه الفنون وهو كتاب كبير جدا فيه فوائد كثيرة جليلة في الوعظ والتفسير والفقه والاصلين والنحو واللغة والشعر والتاريخ والحكايات وفيه مناظراته ومجالسه التي وقعت له وخواطره ونتائج فكره قيدها فيه.
وقال ابن الجوزي: وهذا الكتاب مئتا مجلد وقع لي منه نحو من مئة وخمسين مجلدا وقال سبطه في مرآة الزمان: 8 / 151: واختصر منه جدي عشر مجلدات فرقها في تصانيفه وقد طالعت منه في بغداد في وقف المأمونية نحوا من سبعين وفيه حكايات ومناظرات وغرائب وعجائب وأشعار.
وقال عبد الرزاق الرسعني في تفسيره: قال لي أبو البقاء اللغوي: سمعت الشيخ أبا حكيم النهرواني يقول: وقفت على السفر الرابع بعد الثلاث مئة من كتاب الفنون وقال الامام الذهبي في " تاريخ الإسلام ": حدثني من رأى منه =